تقارير وتحليلات

نشر في : 09-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-09 23:02:41

آلاء عمارة

كشف باحثون عن مدى تأثر العوالق الحيوانية في البحار والمحيطات، بفعل تدهور جودة المواد التي تتغذّى عليها مع زيادة قلوية مياه البحر، كأحد الحلول المطروحة لجعل المحيطات أكثر قابلية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.

تمتصّ المحيطات نحو 25% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها بالوعة كربونية مهمة، ويطرحها على طاولة الحلول المقترحة لحل أزمة المناخ. لكن هناك العديد من التحديات التي تواجه المحيطات، خاصة في ظل تفاقم الاحتباس الحراري، وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يُمثل ضغطًا على المحيطات، ويؤثر على خصائصها الفيزيائية.

كيف تمتص المحيطات ثاني أكسيد الكربون؟

ببساطة، تتكوّن المياه عامة من عنصري الهيدروجين والأكسجين، وعندما تمتص المحيطات كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون؛ يقل الأس الهيدروجيني للمياه، ما يعني زيادة درجة حموضتها. يأتي ذلك من تفاعل الماء مع ثاني أكسيد الكربون، فيتكون حمض الكربونيك، الذي يُسهم في تحمض ماء المحيط. وكان هذا من التحديات التي واجهت العلماء عندما أرادوا تعزيز دور المحيطات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

زيادة القلوية

جاء مقترح زيادة قلوية مياه البحر عبر إضافة بعض المعادن مثل الكربونات والسيليكات، هذا بدوره يسهم في زيادة استيعاب المحيطات لكميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون فيما يُعرف بـ"تعزيز قلوية المحيط" (OAE)، وهي عملية تُحاكي التجوية الطبيعية للصخور التي تتم عبر إضافة الصخور أو بعض منتجات ذوبانها إلى مياه البحر.

ماذا عن الكائنات الحية؟

كانت هناك العديد من التساؤلات حول استجابة الكائنات الحية لزيادة قلوية المياه؛ الأمر الذي دفع مجموعة بحثية من ألمانيا لدراسة التأثيرات المحتملة على الشبكة الغذائية البحرية متضمنة المخلوقات البحرية لأول مرة، ونشروا نتائجهم في دورية "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) في 6 ديسمبر/كانون الأول 2024.

أجرى الباحثون التجربة قبالة جزر الكناري، مستخدمين أنابيب اختبار كبيرة الحجم، وأنزلوها إلى البحر، وبذلك عزلوا 8 أمتار مكعبة من عمود الماء. بعد ذلك أضافوا تركيزات مختلفة من بعض المواد مثل: كربونات الصوديوم والبيكربونات. وظلوا يراقبون على مدار 33 يومًا مدى تأثير القلويات على العوالق الحيوانية، التي تلعب دورًا محوريًا في نقل الطاقة عبر الشبكة الغذائية البحرية. ولاحظوا الاستجابات في العوالق الحيوانية من الكتلة الحيوية والإنتاجية وغيرهم.

ووجد الباحثون أنّ وضع العوالق الحيوانية كان مستقرًا في ظل التغيرات الكيميائية التي طرأت على البيئة المحيطة، كما لاحظوا تدهور جودة المواد الغذائية التي تتغذى عليها العوالق الحيوانية، مع ذلك لم تتأثر العوالق.

يرى مؤلفو الدراسة أنّ قلوية المحيطات يمكن أن تكون وسيلة فعّالة للحد من تفاقم الاحتباس الحراري، لكننا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لدراسة تأثيرات هذا النهج على الكائنات البحرية الأخرى.